بقلم / عبدالوهاب علام
منذ أن أعلن هشام جنينه عن تصريحه بحجم الفساد في مؤسسات الدوله والرجل حاز على إهتمام في الشارع المصري ما بين تأييد ومعارضه موصوفا بالشجاعة تارةً وبالعمالة تارةً أخري وكعادتنا نحن المصريين اننا نعشق الاختلاف وان لم نجده فلدينا الفن في صناعته وفي نهاية الأمر صار جنينه محل جدال بين الشارع المصري .
ليصل الأمر بجنينه بإصدار قرار جمهوري بإعفائه من منصب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات وطبقا لقرار نيابة امن الدوله العليا التي تولت التحقيقات فيما أدلى به من تصريحات بأنها خاطئة من شانها إضعاف هيبة الدوله وزعزعت الأمن والاستقرار .
لنخرج من اختلافنا حول ما صرح به جنينه حقيقة أم شائعة لنصل إلى كون عزله دستورياً أم غير دستورياً وبين هذا وذاك اختلفنا كون جنينه مناضلا أو انه يعمل ضمن أجنده أخوانيه او عميل لدول خارجيه دون ان نتفق لحظة واحده على حقيقة انه بالفعل يوجد فساد وان الفساد يستشرى مثل السرطان في جميع مؤسسات الدولة اختلفنا في الرقم الذي اعلنه جنينه او اتفقنا ،لن أتحدث عن كون ما أعلنه جنينة حقيقة او من وحى الخيال ولكن ساتحدث فقط عن طريقة تعامل النظام مع الشعب تلك الطريقه التى باتت باهته ماسخه ممله كون تتعامل مع شعب على انه من ذوى الاحتياجات الخاصه فقير ما يتمكن عقله من مناقشة قضية ذات اهميه على الفور تلعب الانظمه معه لعبة العصفورة تلك اللعبة التي للأسف أحبتها الشعوب ذاتها .
فبين التحليل والنقد في قضية هشام جنينه تظهر تلك العصفورة المعتاده بخطف الطائره المصريه من المطار المصري المؤمن باحدث تقنيات الامان ليتم الاعلان عن خطف الطائره وتغيير مسارها وانزالها في مطار قبرص دون ادنى مراعاة لنتيجة هذا الاعلان من نظرة العالم الى التقصير في التامين في المطارات المصريه ، دون مراعاة لان هناك دولا تحترم مواطنيها وتحافظ عليهم وبالتالى ستكون متردده في ارسال رعاياها الى مصر بعد اعلان مصر مثل هذا الخبر ، لم يتردد القائمين على النظام لحظة واحده في نتيجة اعلان خطف الطائره وتهديد الخاطف بحزام ناسف قد مر مرور الكرام من البوابات الامنيه واجهزة الانذار ، أي دوله عاقله بعد ذلك ستشجع رعاياها الى زيارة مصرنا ، وددت لو ان نتعامل مع العقل المصري بانه عقل به نفس الخلايا التى هى بعقول الشعوب الاخري ولديه قدرة على التدقيق والنقد ومن يقبل منه الحيل يقبلها لانها فقط تكون على هواه رغم اعتقاده يقينا انها افتعالا ، ليس لزاما ان نتبع نظام العصفورة فور كل قضيه لنجد أنفسنا وقعنا في قضيه اكبر من الأولى .
احترموا العقول قليلا فمعرفة الحقائق أسهل ، تعاملوا مع الشعوب بنظرة المحلل الناقد وليس بنظرة من يقبل بالأمر الواقع ، وان قبله فقط لأنه يرضي غروره ولكن ليس اقتناعا منه بأنه الأفضل .
وفي النهايه عادت الطائره والمخطوفين والخاطفين بسلام ويتبقي السؤال هل مصر بها فساد ؟ وما حجمه ؟ وناهيكم على ما ذكره جنينه اعلنوا للرأى العام حجم الفساد الحقيقي يرحمكم الله .